الْبحورُ اْنَتهَتْ، ولم يَبْقَ إلاّ
أَنْ نُغَنّي على "مَقام الخَفيفِ"!
في "زِمانِ الأَرقامِ"، لا وَزْنَ للحَرْفِ
وإنْ كانَ سَيداً للحُروفِ!
كُلُّ شيٍء قُلناهُ فوق رصيف الْـ
عُمْرِ، ما زال فَوْقَ ذاتِ الرّصيفِ
وتَماهى شُمُّ الأُنوفِ مع الذُّلّ
وأَمْسى الجميعُ دونَ أُنوفِ
قد نَسيتُ الأَسماءَ، لكنّ مَنْ كانَ
عفيفاً قد صارَ غيرَ عَفيف!
يَغرقُ الآنَ في بحارِ الملايينِ
ومَصْروفُ يَوْمِهِ.. بالأُلوفِ!!
وَطَني.. أَيُّها المُزَنَّرُ بالرّاياتِ
محروسةً بِحَدّ السُّوفِ
صُفَّ كلُّ "الكبارِ" في آخرِ الصَفِ
وشَقَّ "الصّغارُ" كُلَّ الصُّفوفِ!
لا أَرى بينَ مَنْ أَرى أَيَّ راءٍ
بل كفيفاً يمشي وراءَ كفيفِ!
قُلْتُ: أَيْنَ الكِبارُ؟! قالوا: بماذا؟!
قُلْتُ: بالعَقْل، والفُؤادِ الرَّهيفِ
فَأداروا الوُجوهَ عنّي، وقالوا:
شاعِرٌ جاءَ مِنْ ظَلامِ الكُهوفِ!
وطني، أَيُّها الرَّبيعُ الذي صانَ
ربيعي.. لقد بَلَغتُ خَريفي!
راحِلٌ عَنْكَ، فيكَ أَنْتَ فَظلّلْ
باللواءِ الشّريفِ رأَسَ شَريفِ!
لم يَبِعْ حَرْفَهُ، ولو أَنَّهُ باعَ
لعافَتْهُ دانياتُ القُطوفِ!!
أُعذُرِ الصّوْتَ إنْ علا فيكَ يوماً
فلقد كانَ صَوْتَ كُلّ ضَعيفِ!
.. في وَجوهِ الذين لم يَعْرِفوا أنّ
خَفيفَ البحُورِ غَيْرُ خَفيفِ!
لا تَلُمْني إنْ غِبْتُ عنكَ، فإنّي
حاضرٌ فيكَ دائماً بِحرُوفي!!
* ألقاها الشاعر في احتفاليّة الجامعة الأردنية بالعلاّمة الأستاذ ناصرالدين الأَسد أمس الأول
التاريخ : 31-07-2011